حين تتعسر ولادة الفكرة، وتأبى الفكرة أن تخرج من فضاء رأسي إلى نور الدنيا، وتفضل أن تبقى سابحة مع أخواتها ألأفكار، على أن تطرح على صفحة "ورد" أو على ورقة عندها أدرك أنني فقدت الاتصال مع كوكب الأرض، الاتصال بالكوكب وأهله صار صعبا جدا في القرون الأخيرة خاصة بعد أن أشتدت قبضة ألاحتلال عليهم وفقدوا مفتاح الجوزة السحرية التي كانوا بواسطتها يتواصلون مع الكون. إنك لا تختار متى تأتي إلى هذه الحياة. بإمكانك أن تختار متى تغادر هذه الحياة. طالع عالفضاء، جاي وراي إرجع وين رايح، ضلك معاي بطل يهمني شو بيصير، صار لازمني شوية تغيير زيي زي كل العصافير، لازم أكبر لازم أطير وأعيش حياتي، آه يا حياتي أعيش حياتي، أعيش حياتي زي ما بدي شو إلِك عندي خليني أطير طالع من العفن جاي وراي إرجع عالوطن، ضلك معاي لا فيي حيل ولا عندي جناح لازم أطير عشان أرتاح عايش في قفص وكله أشباح لازم لازم ألاقي المفتاح وأعيش حياتي، آه يا حياتي أعيش حياتي، أعيش حياتي زي ما بدي شو إلِك عندي خليني أطير لا أدري كيف نزلت من السماء، لا ادري لماذا تركت الفضاء، لا أفهم ما الذي يدور هنا، على هذا الكوكب غريب أنا، أقف على سطح العمارة في تل "فكينج" أبيب، وأرقب هذا المشهد العجيب الكئيب، رجال آليون يجرون مركبات آلية، رجال آليون يتسابقون نحو محطات العبودية، والمشهد يجعلني أريد أن أطير، ولكنني مثلهم، لكنني مثلهم عبد أسير.