بكوب الشراب المرصَّع باللازوردِ أنتظرها على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا أنتظرها بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ أنتظرها بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع أنتظرها بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ أنتظرها بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ أنتظرها برائحة الصندر الذكرية حول ظهور الخيول انتظرها ولا تتعجَّلْ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها فانتظرها وإن أقبلتْ قبل وعدها فانتظرها ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها وإنتظرها لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها وانتظرها لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها وانتظرها لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً وانتظرها وخذها إلى شرفة لترى قمرا غارقا في الحديث وانتظرها وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها وانتظرها ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ كأنَّكَ تحملُ عنها الندى وانتظرها تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما وانتظرها ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً وانتظرها إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ "لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ" فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى وانتظرها