بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحیمِ
رَبِّ مَنْ ذَا الَّذِي دَعَاكَ فَلَمْ تُجِبْهُ؟
وَ مَنْ ذَا الَّذِي سَأَلَكَ فَلَمْ تُعْطِهِ؟
أَم مَنْ ذَا الَّذِي رَجاکَ فَخَيَّبْـتَهُ؟
أَم مَنْ ذَا الَّذِي تَقَرَّبَ إِلَيْكَ فَأَبْعَدْتَهُ؟
وَ رَبِّ؛ هٰذَا فِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ،
مَعَ عِنَادِهِ وَ كُفْرِهِ وَ عُتُوِّهِ،
وَ ادِّعائِهِ الرُّبُوبِيَّةَ لِـنَفْسِهِ،
وَ عِلْمِكَ بِأَنَّهُ لَا يَتُوبُ وَ لَا يَرْجِعُ وَ لَا يَئُوبُ،
وَ لَا يُؤْمِنُ وَ لَا يَخْشَعُ، اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ،
وَ أَعْطَیْـتَهُ سُؤْلَـهُ، كَرَماً مِنْكَ وَ جُوداً،
وَ قِلَّـةَ مِقْدَارٍ لِمَا سَأَلَكَ عِنْدَكَ،
مَعَ عِظَمِهِ عِنْدَهُ، آخِذاً بِحُجَّتِكَ عَلَيْهِ،
وَ تَأْكِيداً لَهَا حِينَ فَجَرَ وَ كَفَرَ،
وَ اسْتَطَالَ عَلَىٰ قَوْمِهِ وَ تَجَبَّرَ،
وَ بِكُفْرِهِ عَلَيْهِمُ افْـتَخَرَ،
وَ بِظُلْمِهِ لِـنَفْسِهِ تَكَبَّرَ،
وَ بِحِلْمِكَ عَنْهُ اسْتَكْـبَرَ،
فَكَتَبَ وَ حَكَمَ عَلىٰ نَفْسِهِ، جُرْأَةً مِنْهُ
أَنَّ جَزَاءَ مِثْلِهِ أَنْ يُغْرَقَ فِي الْبَحْرِ،
فَجَزَيْتَهُ بِمَا حَكَمَ بِهِ عَلىٰ نَفْسِهِ
إِلٰهِي وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ؛
مُعْتَرِفٌ لَكَ بِالْـعُبُودِيَّـةِ،
مُقِرٌّ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللّٰهُ لا إِلٰهَ إِلَّا أَنتَ خَالِقِي،
لَا إِلٰهَ لِي غَيْرُكَ، وَ لَا رَبَّ لِي سِوَاكَ
مُقِرٌّ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللّٰهُ رَبّي،
وَ إِلَيْكَ مَرَدّي وَ إِيَابِي،
عَالِمٌ بِأَنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ،
تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحْكُمُ مَا تُرِيدُ؛
لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِكَ
وَ أَنَّكَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ، وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ
لَمْ تَكُنْ مِنْ شَیءٍ وَ لَمْ تَبِنْ عَنْ شَیءٍ
كُنْتَ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ،
وَ أَنْتَ الْكَائِنُ بَعْدَ كُلِّ شَيءٍ،
وَ الْمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيءٍ،
خَلَقْتَ كُلَّ شَيءٍ بِتَـقْدِيرٍ وَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْـبَصِيرُ
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ كَذٰلِكَ كُنْتَ وَ تَكُونُ
وَ أَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ، لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ،
وَ لَا تُوصَفُ بِالْأَوْهَامِ وَ لَا تُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ،
وَ لَا تُقَاسُ بِالْمِقْیَاسِ وَ لَا تُـشَبَّهُ بِالـنَّاسِ،
وَ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ عَبِیدُكَ وَ إِمَاؤُكَ،
وَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ نَحْنُ الْمَرْبُوبُونَ،
وَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ نَحْنُ الْمَخْلُوقُونَ،
وَ أَنْتَ الرَّازِقُ وَ نَحْنُ الْمَرْزُوقُونَ
فَلَكَ الْحَمْدُ يَا إِلٰهِي؛ إِذْ خَلَقْتَنِي بَشَراً سَوِيّاً،
وَ جَعَلْتَنِي غَنِيّاً مَكْفِیّاً بَعْدَ مَا كُنْتُ طِفْلاً صَبِیّاً،
فَقَوَّتَّنِي مِنَ الثَّدْيِ لَبَناً سائِغاً مَرِيئاً،
وَ غَذَّيْتَنِي بَعدَ ذٰلِکَ غِذَاءً طَـيِّباً هَنِيئاً،
وَ جَعَلْتَنِي ذَكَراً مِثَالاً سَوِيّاً
فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً إِنْ عُدَّ لَمْ يُحْصَ،
وَ إِنْ وُضِعَ لَمْ يَتَّسِعْ لَهُ شَيءٌ؛
حَمْداً يَفُوقُ عَلىٰ جَمِيعِ حَمْدِ الْحَامِدِينَ،
وَ يَعْلُو عَلىٰ حَمْدِ كُلِّ شَيءٍ،
وَ یَفخَمُ وَ يَعْظُمُ عَلىٰ ذٰلِكَ كُلِّهِ
اَلحَمْدُ لِلّٰهِ وَ كُلَّمَا حَمِدَ اللّٰهَ شَيءٌ،
وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ كَمَا يُحِبُّ اللّٰهُ أَنْ يُحْمَدَ،
وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَ زِنَةَ مَا خَلَقَ،
وَ زِنَةَ أَجَلِّ مَا خَلَقَ، وَ زِنَةَ أَخَفِّ مَا خَلَقَ،
وَ بِعَدَدِ أَصْغَرِ مَا خَلَقَ، وَ بِعَدَدِ أَکبَرِ مَا خَلَقَ
وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ حَتّىٰ يَرْضىٰ رَبُّنَا وَ بَعْدَ الرِّضَا،
وَ أَسْأَلُهُ أَنْ یُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ يَغْفِرَ لِي ذَنْبِي، وَ أَنْ يَحْمَدَ لِي أَمْرِي،
وَ يَتُوبَ عَلَيَّ، إِنَّهُ هُوَ الـتَّوَّابُ الرَّحِيمُ
إِلٰهِي وَ إِنّي أَنَا أَدْعُوكَ وَ أَسْأَلُكَ،
بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ صَفْوَتُكَ،
أَبُونَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ هُوَ مُسِيءٌ ظَالِمٌ،
حِينَ أَصَابَ الْخَطِيئَةَ فَغَفَرْتَ لَهُ خَطِيئَـتَهُ،
وَ تُبْتَ عَلَيْهِ وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دَعْوَتَهُ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيب!
أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي وَ تَرْضىٰ عَنّي،
فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عَنّي، فَاعْفُ عَنِّي،
فَإِنِّي مُسِيءٌ ظَالِمٌ خَاطِئٌ عَاصٍ،
وَ قَدْ يَعْفُو السَّيِّدُ عَنْ عَبْدِهِ وَ لَيْسَ بِرَاضٍ عَنْهُ،
وَ أَنْ تُرْضِيَ عَنِّي خَلْقَكَ وَ تَسقُطَ عَنّي حَقَّكَ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ إِدْرِيسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
فَجَعَلْتَهُ صِدّيقاً نَبِیّاً، وَ رَفَعْتَهُ مَكاناً عَلِیّاً،
وَ اسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ، وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيب!
أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَجْعَلَ مَآبِي إِلىٰ جَنَّتِكَ
وَ مَحَلِّي فِي رَحْمَتِكَ،
وَ تُسْكِنَنِي فِيهَا بِعَفْوِكَ،
وَ تُزَوِّجَنِي مِنْ حُورِهَا بِقُدْرَتِكَ يَا قَدِيرُ!
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ نُوحٌ عَلَیْهِ السَّلامُ،
إِذْ نَادىٰ رَبَّهُ أَنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ،
فَفَـتَحْتَ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ،
وَ فَجَّرْتَ الْأَرْضَ عُيُوناً،
فَالـتَـقَي الْماءُ عَلىٰ أَمْرٍ قَد قُدِرَ،
وَ حَمَلْـتَهُ عَلىٰ ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ،
فَاسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّیَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُنْجِيَنِي مِنْ ظُلْمِ مَنْ يُرِيدُ ظُلْمِي،
وَ تَكُـفَّ عَنّي بَأْسَ مَنْ يُرِيدُ هَضْمِي،
وَ تَكْفِيَنِي شَرَّ كُلِّ سُلْطَانٍ جَائِرٍ وَ عَدُوٍّ قَاهِرٍ،
وَ مُسْتَخِفٍّ قَادِرٍ، وَ جَبَّارٍ عَنِیدٍ،
وَ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَ إِنْسِيٍّ شَدِيدٍ،
وَ كَيْدِ كُلِّ مَكِيدٍ يَا حَلِيمُ یَا وَدُودُ!
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ
صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
فَنَجَّيْـتَهُ مِنَ الْخَسْفِ وَ أَعْلَيْـتَهُ عَلىٰ عَدُوَّهِ،
وَ اسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيب؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُخَلِّصَنِي مِنْ شَرِّ مَا يُرِيدُنِي أَعْدَائِي بِهِ،
وَ یَبغِي لِي حُسَّادِي،
وَ تَكْفِیَـنِيهِمْ بِكِـفَايَتِكَ،
وَ تَتَوَلَّانِي بِوِلَايَتِكَ، وَ تَهْدِيَ قَلْبِي بِهُدَاكَ،
وَ تُؤَيِّدَنِي بِتَـقْوَاكَ،
وَ تُبَصِّرَنِي بِمَا فِيهِ رِضَاكَ،
وَ تُغْنِيَنِي بِـغِنَاكَ يَا حَلِيمُ!
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ
وَ خَلِیلُكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
حِينَ أَرَادَ نُمْرُودُ إِلْـقَاءَهُ فِي الـنَّارِ،
فَجَعَلْتَ الـنَّارَ عَلَیهِ بَرْداً وَ سَلَاماً،
وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُبَرِّدَ عَنّي حَرَّ نَارِكَ
وَ تُطْفِئَ عَنّي لَهِيبَهَا،
وَ تَكْفِيَنِي حَرَّهَا،
وَ تَجْعَلَ نَائِرَةَ أَعْدَائِي
فِي شِعَارِهِمْ وَ دِثَارِهِمْ،
وَ تَرُدَّ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ،
وَ تُبَارِكَ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَنِیهِ،
کَمَا بَارَكْتَ عَلَيْهِ وَ عَلىٰ آلِهِ،
إِنَّكَ أَنْتَ الْـوَهَّابُ الْحَمِيدُ الْـمَجِيدُ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ إِسْمَاعِیلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
فَجَعَلْـتَهُ نَبِیّاً وَ رَسُولاً،
وَ جَعَلْتَ لَهُ حَرَمَكَ مَنْسَكاً وَ مَسْكَناً وَ مَأْويً،
وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ،
وَ نَجَّيْـتَهُ مِنَ الذَّبْحِ وَ قَرَّبْتَهُ رَحْمَةً مِنْكَ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَفْسَحَ لِي فِي قَبْرِي، وَ تَحُطَّ عَنّي وِزْرِي،
وَ تَـشُدَّ لِي أَزْرِي، وَ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِي،
وَ تَرْزُقَنِي الـتَّوْبَةَ بِحَطِّ السَّيِّئَاتِ،
وَ تَضَاعُفِ الْحَسَنَاتِ وَ كَشْفِ الْـبَلِـيَّاتِ،
وَ رِبْحِ الـتِّجَارَاتِ وَ دَفْعِ مَعَرَّةِ السِّعَايَاتِ،
إِنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ وَ مُنْزِلُ الْـبَرَكَاتِ،
وَ قَاضِي الْحَاجَاتِ وَ مُعْطِي الْخَيْرَاتِ،
وَ جَبَّارُ السَّمَاوَاتِ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ إِبْنُ خَلِیـلِكَ،
إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، الَّذِي نَجَّيْـتَهُ مِنَ الذَّبْحِ،
وَ فَدَيْتَهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، وَ قَلَبْتَ لَهُ الْمِشْقَصَ،
حِینَ نَاجَاكَ مُوقِناً بِذَبْحِهِ، رَاضِياً بِأَمْرِ وَالِدِهِ،
وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُنْجِيَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ بَلِـيَّةٍ،
وَ تَصْرِفَ عَنّي كُلَّ ظُلْمَةٍ وَخِيمَةٍ،
وَ تَكْفِيَنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أُمُورِ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي
وَ مَا أُحَاذِرُهُ وَ أَخْشَاهُ،
وَ مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ، بِحَقِّ آلِ يٰـسٓ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
فَنَجَّيْـتَهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْخَسْفِ وَ الْهَدْمِ
وَ الْمَثُلَاتِ وَ الشِدَّةِ وَ الْجَهْدِ،
فَأَخْرَجْتَهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْـعَظِيمِ،
وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَأْذَنَ لِي بِجَمِيعِ مَا شُتِّتَ مِنْ شَمْلِي،
وَ تُقِرَّ عَيْنِي بِوَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي،
وَ تُصْلِحَ لِي أُمُورِي،
وَ تُبَارِكَ لِي فِي جَمِيعِ أَحْوَالِي،
وَ تُبَلَّغَنِي فِي نَفْسِي آمَالِي،
وَ أَنْ تُجِيرَنِي مِنَ الـنَّارِ،
وَ تَكْفِيَنِي شَرَّ الْأَشْرَارِ بِالْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ،
الْأَئِمَّةِ الْأَبْرَارِ وَ نُورِ الْأَنْوَارِ،
مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْأَخْیَارِ،
الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ وَ الصَّفْوَةِ الْمُنْـتَجَبِينَ،
صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ،
وَ تَرْزُقَنِي مُجَالَسَتَهُمْ وَ تَمُنَّ عَلَيَّ بِمُرَافَقَتِهِمْ،
وَ تُوَفِّقَ لِي صُحْبَتَهُمْ مَعَ أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ،
وَ مَلَائِكَـتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ،
وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ،
وَ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَ الْكَرُّوبِيّينَ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي سَأَلَكَ بِهِ يَعْقُوبُ عَلَیهِ السَّلامُ،
وَ قَدْ كُـفَّ بَصَرُهُ وَ شُتِّتَ شَمْلُهُ
وَ فُقِدَ قُرَّةُ عَيْـنِهِ ابْنُهُ،
فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ،
وَ جَمَعْتَ شَمْلَهُ وَ أَقْرَرْتَ عَيْنَهُ،
وَ كَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَأْذَنَ لِي بِجَمِيعِ مَا تَبَدَّدَ مِنْ أَمْرِي،
وَ تُقِرَّ عَيْنِي بِوَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي،
وَ تُصْلِحَ لِی شَأْنِي كُلَّهُ،
وَ تُبَارِكَ لِي فِي جَمِيعِ أَحْوَالِي،
وَ تُبَلِّغَنِي فِي نَفْسِي وَ آمَالِي،
وَ تُصْلِحَ لِي أَفْعَالِي بِرَحمَتِکَ یَا أَرحَمَ الرَّاحِمینَ،
وَ تَمُنَّ عَلَيَّ يَا كَرِيمُ،
يَا ذَا الْمَعَالِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ،
يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ،
وَ نَجَّيْـتَهُ مِنْ غَیَابَتِ الْجُبِّ،
وَ كَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَ كَـفَيْـتَهُ كَيْدَ إِخْوَتِهِ،
وَ جَعَلْـتَهُ مِن بَعْدِ الْعُبُودِيَّـةِ مَلِكاً،
وَ اسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ، وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيب؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَدْفَعَ عَنَّي كَيْدَ كُلِّ كَائِدٍ وَ شَرَّ كُلِّ حَاسِدٍ،
إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ،
إِذْ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَـيْتَ
وَ نادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ
وَ قَرَّبْناهُ نَجِیًّا،
وَ ضَرَبْتَ لَهُ طَرِيقاً فِي الْـبَحْرِ يَبَساً،
وَ نَجَّيْـتَهُ وَ مَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ،
وَ أَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ جُنُودَهُمَا،
وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ، وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيب؛
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ،
وَ تُقَرِّبَنِي مِنْ عَفْوِكَ،
وَ تَنْشُرَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ،
مَا تُغْنِـيَنِي بِهِ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ،
وَ يَكُونُ لِي بَلَاغاً أَنَالُ بِهِ مَغْفِرَتَكَ وَ رِضْوَانَكَ،
يَا وَلِـيّي وَ وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ
دَاوُودُ عَلَیْهِ السَّلامُ،
فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ
وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْجِبَالَ،
يُـسَبِّحْنَ مَعَهُ بِالْـعَشِيِّ وَ الْإِبْكَارِ،
وَ الطَّيْرُ مَحْشُورَةٌ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ،
وَ شَدَدْتَ مُلْكَهُ،
وَ آتَيْـتَهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ،
وَ أَلَـنْتَ لَـهُ الْحَدِيدَ وَ عَلَّمْتَهُ صَنْعَةَ لَـبُوسٍ لَهُمْ،
وَ غَفَرْتَ ذَنْبَهُ وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُـسَخِّرَ لِي جَمِيعَ أُمُورِي وَ تُـسَهِّلَ لِي تَقْدِيرِي،
وَ تَرْزُقَنِي مَعْرِفَتَكَ وَ عِبَادَتَكَ،
وَ تَدْفَعَ عَنّي ظُلْمَ الظَّالِمِينَ، وَ كَيْدَ الْكَائِدِينَ،
وَ مَكْرَ الْمَاكِرِينَ، وَ سَطَوَاتِ الْـفَرَاعِنَةِ الْجَبَّارِينَ،
وَ حَسَدَ الْحَاسِدِينَ
يَا أَمَانَ الْخَائِفِينَ، وَ جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ،
وَ ثِقَةَ الْمُؤمِنِینَ، وَ ذَرِيعَةَ الْمُؤْمِنِينَ،
وَ رَجَاءَ الْمُتَوَكَّلِينَ،
وَ مُعْتَمَدَ الصَّالِحِينَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ!
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ اللّٰهُمَّ بِاسْمِكَ،
الّذِي سَأَلَكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِيُّكَ،
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُودَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ،
إِذْ قَالَ رَبَّ اغْفِرْ لِي،
وَ هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْـبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي،
إِنَّكَ أَنْتَ الْـوَهَّابُ،
فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ، وَ أَطَعْتَ لَهُ الْخَلْقَ،
وَ حَمَلْـتَهُ عَلَى الرَّيحِ، وَ عَلَّمْتَهُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ،
وَ سَخَّرْتَ لَهُ الشَّیَاطِينَ، كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ،
وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ
هٰذَا عَطَاؤُكَ لَا عَطَاءُ غَيْرِكَ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَهْدِيَ لِي قَلْبِي وَ تَجْمَعَ لِي لُـبَّي،
وَ تَكْفِيَنِي هَمَّي وَ تُؤْمِنَ خَوْفِي،
و تَفُكَّ أَسْرِي وَ تَـشُدَّ أَزْرِي،
وَ تُمَهِّلَنِي وَ تُنَـفِّسَنِي وَ تَـسْتَجِيبَ دُعَائِي،
وَ تَسْمَعَ نِدَائِي وَ لَا تَجْعَلَ فِي الـنَّارِ مَأْوَايَ،
وَ لَا الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمّي،
وَ أَنْ تُوَسِّعَ عَلَيَّ فِی رِزْقِي،
وَ تُحَسِّنَ خُلقِي، وَ تُعْتِقَ رَقَـبَتِي مِنَ الـنَّارِ؛
فَإِنَّكَ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَ مُؤَمَّلِي
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ اللّٰهُمَّ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ أَيُّوبُ
لَمَّا حَلَّ بِهِ الْـبَلَاءُ بَعْدَ الصِّحَّةِ،
وَ نَزَلَ السُّقْمُ مِنْهُ مَنْزِلَـةَ الْـعَافِیَةِ،
وَ الضّيقُ بَعْدَ السَّعَةِ وَ الْـقُدْرَةِ،
فَكَشَفْتَ ضُرَّهُ،
وَ رَدَدْتَ عَلَيْهِ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ،
حِينَ نَادَاكَ دَاعِیاً لَكَ، رَاغِباً إِلَيْكَ،
رَاجِياً لِفَضْلِكَ، شَاكِیاً إِلَيْكَ
رَبِّ إِنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ، وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ، وَ كَشَفْتَ ضُرَّه،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَكْشِفَ ضُرَّي، وَ عَافِنِي فِي نَفْسِي
وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ وَلَدِي وَ إِخْوَانِي فِیكَ،
عَافِیَةً بَاقِیَةً شَامِلَـةً شَافِیَةً،
كَافِیَةً وَافِرَةً هَادِیَةً نَامِیَةً،
مُسْتَغْنِیَةً عَنِ الْأَطِبَّاءِ وَ الْأَدْوِيَةِ،
وَ تَجْعَلَهَا شِعَارِي وَ دِثَارِي،
وَ تُمَتِّعَنِي بِـسَمْعِي وَ بَصَرِي،
وَ تَجْعَلَهُمَا الْـوَارِثَيْنِ مِنّي،
إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبدُکَ يُونُسُ بْنُ مَتّىٰ،
فِي بَطْنِ الْحُوتِ، حِينَ نَادَاكَ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ،
أَنْ لا إِلٰهَ إِلَّا أَنْتَ،
سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ؛
فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ،
وَ أَنْبَتَّ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ،
وَ أَرْسَلْـتَهُ إِلىٰ مِائَـةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي دُعَائِي وَ تُدَارِكَنِي بِعَفْوِكَ،
فَقَدْ غَرِقْتُ فِي بَحْرِ الظُّلْمِ لِـنَفْسِي،
وَ رَكِبَـتْنِي مَظَالِمُ كَـثِيرَةٌ لِخَلْقِكَ عَلَيَّ
وَ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ اشْتَرِنِي مِنْهُمْ وَ أَعْتِقْنِي مِنَ الـنَّارِ،
وَ اجْعَلْنِي مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ الـنَّارِ،
فِي مَقَامِي هٰذَا بِمَنِّكَ يَا مَنَّانُ!
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِیُّكَ،
عِیسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
إِذْ أَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْـقُدُسِ وَ أَنْطَقْتَهُ فِي الْمَهْدِ،
فَأَحْیَا بِهِ الْمَوْتىٰ،
وَ أَبْرَأَ بِهِ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِـإِذْنِكَ،
وَ خَلَقَ مِنَ الطّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ،
فَصَارَ طَیْراً بِـإِذْنِكَ، وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُفَرِّغَنِي لِمَا خُلِقْتُ لَهُ،
وَ لَا تَشْغَلَنِي بِمَا قَدْ تَكَفَّلْـتَهُ لِي،
وَ تَجْعَلَنِي مِنْ عُبَّادِكَ وَ زُهَّادِكَ فِي الدُّنْیَا،
وَ مِمَّنْ خَلَقْـتَهُ لِلْعَافِیَةِ
وَ هَنَّأْتَهُ بِهَا مَعَ كَرَامَتِكَ،
يَا كَرِيمُ، يَا عَلِيُّ، يَا عَظِيمُ!
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ آصَفُ بْنُ بَرْخِیَا،
عَلىٰ عَرْشِ مَلَكَةِ سَبَــأٍ،
فَكَانَ أَقَلَّ مِنْ لَحْظِ الطَّرْفِ،
حَتّىٰ كَانَ مُصَوَّراً بَيْنَ يَدَيْهِ،
فَلَمَّا رَأَتْهُ قِیلَ أَهٰكَذا عَرْشُكِ؟
قالَتْ: كَأَنَّهُ هُوَ، فَاسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ كَفِّرْ عَنّي سَيِّـئَاتِي،
وَ تَقَبَّلْ مِنّي حَسَنَاتِي، وَ تَقَبَّلْ مِنّي تَوْبَـتِي،
وَ تُبْ عَلَيَّ وَ تُغْنِيَ فَقْرِي،
وَ تَجْبُرَ كَسْرِي وَ تُحْيِيَ فُؤَادِي بِذِكْرِكَ،
وَ تُحْيِـيَنِي فِي عَافِیَةٍ وَ تُمِيتَنِي فِي عَافِیَةٍ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِیُّكَ
زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ،
حِينَ سَأَلَكَ دَاعِیاً لَكَ، رَاغِباً إِلَيْكَ،
رَاجِياً لِفَضْلِكَ؛ فَقَامَ فِي الْمِحْرَابِ،
يُنَادِي نِداءً خَفِيًّا فَقَالَ:
رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِـیّاً،
يَرِثُنِي و يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ
وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً.
فَوَهَبْتَ لَهُ يَحْيىٰ، وَ اسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُبْـقِيَ لِي أَوْلَادِي، وَ أَنْ تُمَتَّعَنِي بِهِمْ،
وَ تَجْعَلَنِي وَ إِيَّاهُمْ مُؤْمِنِينَ لَكَ،
رَاغِبِينَ فِي ثَوَابِكَ، خَائِفِينَ مِنْ عِقَابِكَ،
رَاجِينَ لِمَا عِنْدَكَ، آيِـسِينَ مِمَّا عِنْدَ غَيْرِكَ،
حَتّىٰ تُحْيِـیَـنَا حَيَاةً طَيِّـبَةً،
وَ تُمِيتَنَا مَيْـتَةً طَيِّـبَة؛
إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ،
بِالْإِسْمِ لَّذِي سَأَلَـتْكَ بِهِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ،
إِذْ قالَتْ: رَبَّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ،
وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ
وَ نَجِّنِي مِنَ الْـقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
فَاسْتَجَبْتَ لَهَا دُعَاءَهَا،
وَ كُنْتَ مِنْهَا قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُقِرَّ عَيْنِي بِالـنَّظَرِ
إِلیٰ جَنَّتِكَ وَ أَوْلِـیَائِكَ،
وَ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ؛
وَ تُفَرِّحَنِي بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ،
وَ تُؤْنِـسَنِي بِهِ وَ بِآلِهِ
وَ بِمُصَاحَبَتِهِمْ وَ مُرَافَقَتِهِمْ،
وَ تُمَكِّنَ لِي فِيهَا،
وَ تُنْجِيَـنِي مِنَ الـنَّارِ
وَ مَا أُعِدَّ لِأَهْلِهَا مِنَ السَّلَاسِلِ،
وَ الْأَغْلَالِ وَ الشَّدَائِدِ،
وَ الْأَنْكَالِ وَ أَنْوَاعِ الْـعَذَابِ،
بِعَفْوِكَ يَا كَرِيمُ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَتْكَ بِهِ أَمَتُکَ وَ صِدّيقَتُكَ،
مَرْيَمُ الْـبَـتُولُ
وَ أُمُّ الْمَسِيحِ الرَّسُولِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ،
إِذْ قُلْتَ
وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها،
فَـنَفَخْنا فِیهِ مِنْ رُوحِنا.
وَ صَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَ كُـتُبِهِ،
وَ كانَتْ مِنَ الْـقانِتِينَ؛ فَاسْتَجَبْتَ لَهَا دُعَاءَهَا،
وَ كُنْتَ مِنْهَا قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُحَصِّنَنِي بِحِصْنِكَ الْحَصِينِ،
وَ تَحْجُبَنِي بِحِجَابِكَ الْمَنِيعِ،
وَ تَحْرُزَنِي بِحِرْزِكَ الْوَثِيقِ،
وَ تَكْفِيَنِي بِكِفَايَتِكَ الْكَافِیَةِ،
مِنْ شَرِّ كُلِّ طَاغٍ، وَ ظُلْمِ كُلِّ ظالِمٍ، وَ بَغْيِ كُلِّ بَاغٍ،
وَ مَكْرِ كُلِّ مَاكِرٍ، وَ غَدْرِ كُلِّ غَادِرٍ،
وَ سِحْرِ كُلِّ سَاحِر، وَ جَوْرِ كُلِّ سُلْطَانٍ جَائِرٍ،
بِمَنْعِكَ يَا مَنِيعُ
إِلٰهِي وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ،
الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَ نَبِیُّكَ،
وَ صَفِيُّكَ وَ خِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ،
وَ أَمِينُكَ عَلىٰ وَحْيِكَ، وَ رَسُولُکَ إِلیٰ خَلْقِکَ،
وَ بَـعِيثُكَ إِلىٰ بَرِيَّتِكَ، مُحَمَّدٌ خَاصَّتُكَ وَ خَالِصَتُكَ،
صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،
فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ، وَ أَيَّدْتَهُ بِجُنُودٍ لَمْ يَرَوْهَا،
وَ جَعَلْتَ كَلِمَتَكَ الْـعُلْیَا،
وَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلىٰ،
وَ كُنْتَ مِنْهُ قَرِيباً يَا قَرِيبُ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
صَلَاةً زَاكِيَةً طَيِّـبَةً نَامِيَةً بَاقِـيَةً مُبَارَكَـةً،
کَمَا صَلَّيْتَ عَلىٰ أَبِـيهِمْ إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ،
وَ بَارِكْ عَلَيْهِمْ كَمَا بَارَكْتَ عَلَيْهِ،
وَ سَلِّمْ عَلَيْهِمْ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ،
وَ زِدْهُمْ فَوْقَ ذٰلِكَ كُلِّهِ زِيَادَةً مِنْ عِنْدِكَ؛
وَ اخْلُطْنِي بِهِمْ وَ اجْعَلْنِي مِنْهُمْ،
وَ احْشُرْنِي مَعَهُمْ وَ فِي زُمْرَتِهِمْ،
حَتّىٰ تَـسْقِيَنِي مِنْ حَوْضِهِمْ؛
وَ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَتِهِمْ،
وَ تَجْمَعَنِي وَ إِيَّاهُمْ،
وَ تُقِرَّ عَيْنِي بِهِمْ وَ تُعْطِيَنِي سُؤْلِي،
وَ تُبَلِّغَنِي آمَالِي فِي دِيـنِي وَ دُنْیَايَ
وَ آخِرَتِي، وَ مَحْیَايَ وَ مَمَاتِي
وَ تُبَلِّغَهُمْ سَلَامِي وَ تَرُدَّ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلَامَ
وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللّٰهِ وَ بَرَكَاتُهُ
إِلٰهِي وَ أَنْتَ الَّذِي تُنَادِي فِي أَنْصَافِ كُلِّ لَيْلَةٍ
هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟
أَمْ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ؟
أَمْ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟
أَمْ هَلْ مِنْ رَاجٍ فَأُبَلِّغَهُ رَجَائَهُ؟
أَمْ هَلْ مِنْ مُؤَمِّلٍ فَأُبَلِّغَهُ أَمَلَهُ؟
هَا؛ أَنَا سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ، وَ مِسْكِينُكَ بِفِنَائِكَ،
وَ ضَعِيفُكَ بِبَابِكَ، وَ فَقِيرُكَ بِبَابِكَ،
وَ مُؤَمِّلُكَ بِبابِکَ
أَسْأَلُكَ نَائِلَكَ، وَ أَرْجُو رَحْمَتَكَ،
وَ أُؤَمِّلُ عَفْوَكَ، وَ أَلْـتَمِسُ غُفْرَانَكَ؛
فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَعْطِنِي سُؤْلِي، وَ بَلِّغْنِي أَمَلِي،
وَ اجْبُرْ فَقْرِي، وَ ارْحَمْ عِصْیَانِي،
وَ اعْفُ عَنْ ذُنُوبِي؛
وَ فُكَّ رَقَـبَتِي مِنَ مَظَالِـمَ لِـعِبَادِكَ قَدْ رَكِبَـتْنِي،
وَ قَوِّ ضَعْفِي، وَ اغْنِ مَسْكَنَتِي،
وَ ثَبِّتْ وَطْأَتِي، وَ اغْفِرْ جُرْمِي،
وَ أَنْعِمْ بالِي، وَ أَكْثِرْ مِنَ الْحَلَالِ مالِي،
وَ خِرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي وَ أَفْعَالِي،
وَ رَضِّنِي بِهَا
وَ ارْحَمْنِي وَ وَالِدَيَّ وَ مَا وَلَـدَا،
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ،
وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ،
اَلْأَحْیَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَات؛
إِنَّكَ سَمِيعُ الدَّعَوَاتِ
وَ أَلْهِمْنِي مِنْ بِرِّهِمَا
مَا أَسْتَحِقُّ بِهِ ثَـوَابَكَ وَ الْجَنَّةَ،
وَ تَقَبَّلْ حَسَنَاتِـهِمَا، وَ اغْفِرْ سَيِّـئَاتِـهِمَا،
وَ اجْزِهِمَا بِأَحْسَنِ مَا فَعَلَا بِي ثَـوَابَكَ وَ الْجَنَّةَ
إِلٰهِي؛ وَ قَدْ عَلِمْتُ يَقِيناً أَنَّكَ لَا تَأْمُرُ بِالظُّلْمِ،
و لَا تَرْضَاهُ، وَ لَا تَمِیلُ إِلَيْهِ وَ لَا تَهْوَاهُ،
وَ لَا تُحِبُّهُ وَ لَا تَغْشَاهُ،
وَ تَعْلَمُ مَا فِیهِ هٰؤُلَاءِ الْـقَوْمُ،
مِنْ ظُلْمِ عِبَادِكَ وَ بَغْيِهِمْ عَلَيْنَا،
وَ تَعَدّيهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ لَا مَعْرُوفٍ،
بَلْ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً، وَ زُوراً وَ بُهْتَاناً
فَإِنْ كُنْتَ جَعَلْتَ لَهُمْ مُدَّةً لَا بُدَّ مِنْ بُلُوغِهَا،
أَوْ كَـتَبْتَ لَهُمْ آجَالاً يَنَالُونَهَا،
فَقَدْ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ وَ وَعْدُكَ الصَّدْقُ
يَمْحُوا اللّٰهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِـتابِ.
فَأَنَا أَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَا سَأَلَكَ بِهِ
أَنْبِیَاؤُكَ الْمُرْسَلُونَ،
وَ رُسُلُكَ الْمُرْسَلُونَ،
وَ أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ،
وَ مَلَائِكَـتُكَ الْمُقَرَّبُونَ،
أَنْ تَمْحُوَ مِنْ أُمِّ الْكِـتَابِ ذٰلِكَ،
وَ تُثَـبِّتَ لَهُمُ الْإِضْمِحْلَالَ وَ الْمَحْقَ،
حَتّىٰ تُقَرِّبَ آجَالَهُمْ وَ تَقْضِيَ مُدَّتَهُمْ،
وَ تُذْهِبَ أَيَّامَهُمْ وَ تُبَـتِّرَ أَعْمَارَهُمْ،
وَ تُهْلِكَ فُجَّارَهُمْ، وَ تُـسَلِّطَ بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ،
حَتّىٰ لَا تُبْـقِيَ مِنْهُمْ أَحَداً،
وَ لَا تُنْجِيَ مِنْهُمْ أَحَداً،
وَ لَا تُخَلِّصَ مِنْهُم أَحَداً أَبَداً
وَ تُفَرِّقَ جُمُوعَهُمْ، وَ تُكِلَّ سِلَاحَهُمْ،
وَ تُبَدِّدَ شَمْلَهُمْ، وَ تَقْطَعَ آجَالَهُمْ،
وَ تُقَصِّرَ أَعْمَارَهُمْ، وَ تُزَلْزِلَ أَقْدَامَهُمْ،
وَ تُطَهِّرَ بِلَادَكَ مِنْهُمْ، وَ تُظْهِرَ عِبَادَكَ عَلَيْهِمْ؛
فَقَدْ غَيَّرُوا سُنَّـتَكَ، وَ نَقَضُوا عَهْدَكَ،
وَ هَتَكُوا حَرِيمَكَ، وَ أَتَوْا عَلىٰ مَا نَهَيْتَهُمْ عَنْهُ،
وَ عَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً كَبِيراً، وَ ضَلّوا ضَلَالاً بَـعِيداً
فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أْذَنْ لِجَمْعِهِمْ بِالشَّتَاتِ، وَ لِحَيِّهِمْ بِالْمَمَاتِ،
وَ لِأَزْوَاجِهِمْ بِالـنَّهَبَاتِ،
وَ خَلِّصْ عِبَادَكَ مِنْ ظُلْمِهِمْ،
وَ اقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنْ هَضْمِهِمْ،
وَ طَهِّرْ أَرْضَكَ مِنْهُمْ،
وَ أْذَنْ بِحَصْدِ نَبَاتِهِمْ، وَ اسْتِيصَالِ شَأْفَتِهِمْ،
وَ شَتاتِ شَمْلِـهِمْ، وَ هَدْمِ بُنْـيَانِهِمْ،
يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ!
وَ أَسْأَلُكَ يَا إِلٰهِي وَ إِلٰهَ كُلِّ شَيْءٍ،
وَ رَبّي وَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ،
وَ أَدْعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ عَبْداكَ وَ رَسُولَاكَ،
وَ نَبِيَّاكَ وَ صَفِيَّاكَ مُوسىٰ وَ هَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ،
حِينَ قَالا دَاعِيَيْنِ لَكَ، رَاجِيَيْنِ لِـفَضْلِكَ
رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَ مَلَأَهُ،
زِينَةً وَ أَمْوالاً فِي الْحَیاةِ الدُّنْيا،
رَبَّنا لِـيُضِلّوا عَنْ سَبِيلِكَ
رَبَّنا اطْمِسْ عَلىٰ أَمْوالِهِمْ،
وَ اشْدُدْ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ،
فَلا يُؤْمِنُوا حَتّىٰ يَرَوُا الْـعَذابَ الْأَلِیمَ
فَمَنَنْتَ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمَا بِالْإِجَابَةِ لَهُمَا،
إِلىٰ أَنْ قَرَعْتَ سَمْعَهُمَا بِأَمْرِكَ،
فَقُلْتَ اللّٰهُمَّ رَبِّ: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما،
فَاسْتَـقِيما وَ لا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ؛
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَطْمِسَ عَلىٰ أَمْوَالِ هٰؤُلَاءِ الظَّلَمَةِ،
وَ أَنْ تُـشَدَّدَ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ، وَ أَنْ تَخْسِفَ بِهِمْ بَرَّكَ،
وَ أَنْ تُغْرِقَهُمْ فِي بَحْرِكَ؛
فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا فِيـهِمَا لَكَ
وَ أَرِ الْخَلْقَ قُدْرَتَكَ فِيهِمْ،
وَ بَطْشَتَكَ عَلَيْهِمْ، فَافْعَلْ ذٰلِكَ بِهِمْ،
وَ عَجَّلْ لَهُمْ ذٰلِكَ
يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَ خَيْرَ مَنْ دُعِيَ،
وَ خَيْرَ مَنْ تَذَلَّلَتْ لَهُ الْوُجُوهُ،
وَ رُفِعَتْ إِلَيْهِ الْأَيْدِي،
وَ دُعِيَ بِالْأَلْسُنِ، وَ شَخَصَتْ إِلَيْهِ الْأَبْصَارُ،
وَ أَمَّتْ إِلَيْهِ الْـقُلُوبُ، وَ نُقِلَتْ إِلَيْهِ الْأَقْدَامُ،
وَ تُحُوكِمَ إِلَيْهِ فِي الْأَعْمَالِ
إِلٰهِي فَأَنَا عَبْدُكَ، أَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمَائِكَ بِأَبْهَاهَا،
وَ كُلُّ أَسْمَائِكَ بَهِيٌّ، بَلْ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ كُلِّهَا،
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُرْكِسَهُمْ عَلَىٰ أُمِّ رُءُوسِهِمْ فِي زُبْيَتِهِمْ،
وَ تُرْدِيَهُمْ فِي مَهْوىٰ حُفْرَتِهِمْ،
وَ ارْمِهِمْ بِحَجَرِهِمْ، وَ ذَكَّهِمْ بِمَشَاقِصِهِمْ،
وَ اكْبُبْهُمْ عَلىٰ مَنَاخِرِهِمْ، وَ اخْنُقْهُمْ بِوَتَرِهِمْ،
وَ ارْدُدْ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ،
وَ أَوْبِقْهُمْ بِنَدَامَتِهِمْ حَتّىٰ يُسْتَخْذَلُوا،
وَ يَتَضَاءَلُوا بَعْدَ نِخْوَتِهِمْ وَ يَنْـقَمِعُوا،
وَ یَخشَعُوا بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِمْ أَذِلَّاءَ مَأْسُورِينَ،
فِي رِبَقِ حَبائِـلِهِمُ
الَّتِي كَانُوا يُؤَمَّلُونَ أَنْ يَرَوْنَا فِيهَا
وَ تُرِيَنَا قُدْرَتَكَ فِيهِمْ وَ سُلْطَانَكَ عَلَيْهِمْ،
وَ تَأْخُذَهُمْ أَخْذَ الْـقُرىٰ وَ هِيَ ظالِمَةٌ،
إِنَّ أَخْذَكَ الْأَلِیمُ الشَّدِيدُ
وَ تَأْخُذَهُمْ يَا رَبِّ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ،
فَإِنَّكَ عَزِيزٌ مُقْتَدِرٌ، شَدِيدُ الْعِقَابِ، شَدِيدُ الْمِحَالِ
اَللّٰهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ عَجِّلْ إِيرَادَهُمْ عَذَابَكَ،
الَّذِي أَعْدَدْتَهُ لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَمْثَالِهِمْ،
وَ الطَّاغِينَ مِنْ نُظَرَائِهِمْ،
وَ ارْفَعْ حِلْمَكَ عَنْهُمْ،
وَ احْلُلْ عَلَيْهِمْ غَضَبَكَ الَّذِي لَا يَقُومُ لَهُ شَيْءٌ،
وَ أْمُرْ فِي تَعْجِيلِ ذٰلِكَ عَلَيْهِمْ،
بِأَمْرِكَ الَّذِي لَا يُرَدُّ وَ لَا يُؤَخَّرُ
فَإِنَّكَ شَاهِدُ كُلِّ نَجْوىٰ، وَ عَالِمُ كُلِّ فَحْوىٰ،
وَ لَا یـَخْفىٰ عَلَيْكَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ خَافِیَةٌ،
وَ لَا یَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ أَفْعَالِهِمْ خَابِئَةٌ،
وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ،
عَالِـمٌ بِمَا فِي الضَّمَائِرِ وَ الْـقُلُوبِ
اَللّٰهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ اللّٰهُمَّ وَ أُنَادِيكَ،
بِمَا نَادَاكَ بِهِ سَيِّدِي وَ سَأَلَكَ بِهِ نُوحٌ،
إِذْ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ
وَ لَـقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ.
أَجَلِ اللّٰهُمَّ يَا رَبِّ؛ أَنْتَ نِعْمَ الْمُجِيبُ،
وَ نِعْمَ الْمَدْعُوُّ، وَ نِعْمَ الْمَسْؤولُ، وَ نِعْمَ الْمُعْطِي
أَنْتَ الَّذِي لَا تُخَيَّبُ سائِلَكَ،
وَ لَا تَرُدُّ راجِيَكَ، وَ لَا تَطْرُدُ الْمُلِحَّ عَنْ بَابِكَ،
وَ لَا تَرُدُّ دُعَاءَ سائِلِكَ،
وَ لَا تَمُلُّ دُعَاءَ مَنْ أَمَّلَكَ،
وَ لَا تَتَـبَرَّمُ بِكَثْرَةِ حَوَائِجِهِمْ إِلَيْكَ،
وَ لَا بِقَضَائِهَا لَهُمْ؛
فَإِنَّ قَضَاءَ حَوَائِجِ جَمِيعِ خَلْقِكَ إِلَيْكَ،
فِي أَسْرَعِ مِنْ لَحْظِ الطَّرْفِ،
وَ أَخَفُّ عَلَيْكَ وَ أَهْوَنُ عِنْدَكَ مِنْ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ
وَ حَاجَتِي إلَیْکَ يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ،
وَ مُعْتَمَدِي وَ رَجَائِي،
أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِي؛
فَقَدْ جِئْـتُكَ ثَقِيلَ الظَّهْرِ،
بِعَظِيمِ مَا بَارَزْتُكَ بِهِ مِنْ سَيِّـئَاتِي،
وَ رَكِبَنِي مِنْ مَظَالِمِ عِبادِكَ مَا لَا یَفُکُّنِي،
وَ لَا يُخَلِّصُنِي مِنْهُ غَيْرُكَ،
وَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَ لَا يَمْلِكُهُ سِوَاكَ
فَامْحُ يَا سَيِّدِي كَثْرَةَ سَيِّـئَاتِي بِيَسِيرِ عَبَرَاتِي،
بَلْ بِقَسَاوَةِ قَلْبِي وَ جُمُودِ عَيْنِي؛
لَا؛ بَلْ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ،
وَ أَنَا شَيْءٌ؛
فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ،
يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ!
وَ لَا تَمْتَحِنَّي بِشَيءٍ مِنَ المِحَنِ فِي هٰذِهِ الدُّنْيَا،
وَ لَا تُـسَلَّطْ عَلَيَّ مَنْ لَا يَرْحَمُنِي،
وَ لَا تُهْلِكْنِي بِذُنُوبِي،
وَ عَجَّلْ خَلَاصِي مِنْ كُلَّ مَكْرُوهٍ،
وَ ادْفَعْ عَنَّي كُلَّ ظُلْمٍ وَ لَا تَهْتِكْ سَتْرِي،
وَ لَا تَفْضَحْنِي يَوْمَ جَمْعِكَ الْخَلَائِقَ لِلْحِسَابِ،
يَا جَزِيلَ الْـعَطَاءِ وَ الـثَّوَابِ!
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تُحْيِـيَنِي حَيَاةَ السُّعَدَاءِ،
وَ تُمِيتَنِي مِيتَةَ الشُّهَدَاءِ،
وَ تَقْبَلَنِي قَبُولَ الْأَوِدَّاءِ،
وَ تَحْفَظَنِي فِي هٰذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ
مِنْ شَرِّ سَلَاطِينِهَا،
وَ فُجَّارِهَا وَ شِرارِهَا وَ مُحِبّيهَا،
وَ الْـعَامِلِينَ لَهَا وَ مَا فِيهَا
وَ قِنِي شَرَّ طُغَاتِهَا وَ حُسَّادِهَا
وَ بَاغِي الشِّرْكِ فِيهَا،
حَتّىٰ تَكْفِيَنِي مَكْرَ الْمَكَرَةِ،
وَ تَفْقَأَ عَنّي أَعْيُنَ الْكَفَرَةِ،
وَ تُفْحِمَ عَنّي أَلْسُنَ الْـفَجَرَةِ،
وَ تَقْبِضَ لِي عَلىٰ أَيْدِي الظَّلَمَةِ،
وَ تُوهِنَ عَنّي كَيْدَهُمْ، وَ تُمِيتَهُمْ بِغَيْظِهِمْ،
وَ تَـشْغَلَهُمْ بِأَسْمَاعِهِمْ وَ أَبْصَارِهِمْ وَ أَفْئِدَتِهِمْ،
وَ تَجْعَلَنِي مِنْ ذٰلِكَ كُلِّهِ فِي أَمْنِكَ وَ أَمَانِكَ،
وَ حُجَّتِکَ وَ حِرْزِكَ وَ سُلْطَانِكَ،
وَ کَنَفِکَ وَ حِجابِكَ وَ عِیاذِكَ وَ جِوَارِکَ،
وَ مِنْ جَارِ السَّوْءِ وَ جَلِيسِ السَّوْءِ،
إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
إِنَّ وَلِــيّيَ اللّٰهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ،
وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ
اَللّٰهُمَّ بِكَ أَعُوذُ وَ بِكَ أَلُوذُ،
وَ لَكَ أَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ أَرْجُو،
وَ بِكَ أَسْتَعِينُ وَ بِكَ أَسْتَكْفِي،
وَ بِكَ أَسْتَغِيثُ وَ بِكَ أَسْتَـنْقِذُ،
وَ مِنْكَ أَسْأَلُ، فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ لَا تَرُدَّنِي إِلَّا بِذَنْبٍ مَغْفُورٍ، وَ سَعْيٍ مَشْكُورٍ،
وَ تِجَارَةٍ لَنْ تَبُورَ،
وَ أَنْ تَفْعَلَ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ،
وَ لَا تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ؛
فَإِنَّكَ أَهْلُ الـتَّقْوىٰ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ،
وَ أَهْلُ الْـفَضْلِ وَ الرَّحْمَةِ
إِلٰهِي وَ قَدْ أَطَلْتُ دُعَائِي، وَ أَكْثَرْتُ خِطَابِي،
وَ ضِيقُ صَدْرِي،
حَدَانِي عَلىٰ ذٰلِكَ كُلَّهِ،
وَ حَمَلَنِي عَلَيْهِ عِلْماً مِنَّي،
بِأَنَّهُ يُجْزِيكَ مِنْهُ قَدْرُ الْمِلْحِ فِي الْـعَجِينِ،
بَلْ يَكْفِيكَ عَزْمُ إِرَادَةٍ،
وَ أَنْ يَقُولَ الْـعَبْدُ،
بِنِـيَّةٍ صَادِقَةٍ وَ لِسَانٍ صَادِقٍ: يَا رَبِّ؛
فَـتَكُونُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِكَ بِكَ،
وَ قَدْ نَاجَاكَ بِعَزْمِ الْإِرَادَةِ قَلْبِي،
فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ أَنْ تَقْرُنَ دُعَائِي بِالْإِجَابَةِ مِنْكَ،
وَ تُبَلِّغَنِي مَا أَمَّلْـتُهُ فِیكَ،
مِنَّةً مِنْكَ وَ طَوْلاً وَ قُوَّةً وَ حَوْلاً،
لَا تُقِيمُنِي مِنْ مَقَامِي هٰذَا،
إِلَّا بِقَضَاءِ جَمِيعِ مَا سَأَلْـتُكَ،
فَإِنَّهُ عَلَيْكَ يَـسِيرٌ،
وَ خَطَرُهُ عِنْدِي جَلِیلٌ كَبِيرٌ،
وَ أَنْتَ عَلَيْهِ قَدِيرٌ، يَا سَمِيعُ! يَا بَصِيرُ!
إِلٰهِي وَ هٰذَا مَقَامُ الْـعَائِذِ بِكَ مِنَ الـنَّارِ،
وَ الْهَارِبِ مِنْكَ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبٍ تَهَجَّمَتْهُ،
وَ عُيُوبٍ فَضَحَتْهُ؛
فَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،
وَ انْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً أَفُوزُ بِهَا إِلىٰ جَنَّتِكَ،
وَ اعْطِفْ عَلَيَّ عَطْفَةً أَنْجُو بِهَا مِنْ عِقَابِكَ؛
فَإِنَّ الْجَنَّةَ وَ الـنَّارَ لَكَ وَ بِيَدِكَ،
وَ مَفَاتِيحَهُمَا وَ مَغَالِيقَهُمَا إِلَيْكَ،
وَ أَنْتَ عَلىٰ ذٰلِكَ قَادِرٌ،
وَ هُوَ عَلَيْكَ هَيِّنٌ يَـسِيرٌ،
فَافْعَلْ بِي مَا سَأَلْـتُكَ يَا قَدِيرُ!
وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّٰهِ الْـعَلِيَّ الْـعَظِيمِ،
وَ حَسْبُـنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْـوَكِيلُ،
وَ نِعْمَ الْمَوْلىٰ وَ نِعْمَ الـنَّصِيرُ؛
وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعالَمِينَ،
وَ صَلَّى اللّٰهُ عَلىٰ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ.
Поcмотреть все песни артиста
Other albums by the artist